• 2022-08-21

وفاءً لهم

الشيخ عبدالرحمن بن علي الجودر رحمه الله

1922 - 1989

- وُلِد الشيخ عبدالرحمن بمدينة المحرق، ‏ونشأ وتربى في بيئة محافظة وختم القرآن الكريم وهو صغير في الكتاتيب، كما تلقى جانباً من العلوم الإسلامية على يد بعض المشايخ من عائلته وأقربائه.
- ‏تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة الهداية الخليفية، ثم التحق بالتعليم الصناعي وتخَرَّج منه كواحد من المتفوقين الذين ابتُعِثوا إلى القاهرة بمصر عام 1944 للدراسة بإحدى جامعاتها، ومكث فيها حتى العام 1946.
- كان لفترة بقائه في القاهرة الأثر الكبير في صقْل شخصيته الإسلامية والتي برزت من خلال السيرة العطرة في العمل الدعوي والإسلامي بعد رجوعه إلى البحرين. وقد التحق بسلك التعليم وعمل فيه لمدة 15 عاماً حتى شغل منصب مدير مدرسة عراد للبنين. وكان الطلاب وأولياء أمورهم يجلّونه ويقدرونه لسمْته وحُسْن تعامله مع المدرسين والطلبة.
- اختير بعدما سكن بمدينة عيسى إماماً للجامع الشمالي بالمدينة (سبيكة الأنصاري حالياً)، ثم خطيباً في الجامع الجنوبي فيها. كما عمل رحمه الله مأذونًا شرعيا لعقود النكاح، ولقي من هذا الباب محبة الناس له ودعوته لأفراحهم والاستماع إلى خطبة النكاح التي كان يلقيها وينصح بها الزوجين ويحظهما على تقوى الله وحسن المعاشرة.
- كان أحد المؤسسين لنادي الطلبة الذي تحول بعد ذلك إلى نادي الإصلاح ثم إلى جمعية الإصلاح. وقد شغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة على مدى سنوات طويلة لما عرف عنه رحمه الله من الهمة العالية والنشاط والعمل الدؤوب في الدعوة إلى الله تعالى، وكذلك إبداء الرأي السديد والدعوة المزينة بالحكمة والموعظة الحسنة.
- من عرفة عن قرب يذكر كثرة تسبيحه وذكره لله عز وجل، كما يذكر حسن معاملته ودوام ابتسامته التي لم تكن تفارق مُحَيَّاه. وكان رحمه الله دائم السؤال والتَّفَقُّد لجميع إخوانه. كما عُرِف بسعيه في حاجة الناس وإغاثة الملهوف.
- ومما يذكر عنه أنه سخَّر سيارته لخدمة إخوانه عموماً في وقت لم تكن تتوفر فيه لأكثرهم سيارة أو رخصة، فكان لا يبخل عليهم بالتوصيل فرداً فرداً لحضور الدروس والاجتماعات وحِلَق العلم في طول البلاد وعرضها، كما كان يحرص على توصيلهم بعد كل اجتماع إلى بيوتهم وهو في غاية السعادة والغبطة.
- تُوُفِّيَ رحمه الله تعالى وهو في سن السابعة والستين، وترك لنا إرثاً وأثراً لا يَدرُس من بعده بإذن الله. وكلما نذكر جمعية الإصلاح فلابد أن نذكر الشيخ عبدالرحمن الجودر (بو أحمد) رحمه الله ورحمة واسعة وجزاه الله خيراً على ما قدم لإخوانه ولهذه الجمعية المباركة.